الهوية الإسلامية بقلم : محمد فتحى شعبان

 

الهوية الإسلامية

بقلم : محمد فتحى شعبان 



أسعد الله حياة الجميع ...

لا يعني حديثي عن الهوية من منطلق أننا مسلمين عداوتي لغير المسلم ، لقول النبي صلي الله عليه وسلم ( من آذى ذميا فقد آذاني ) ، ولكن لا بد من توضيح أن هويتنا وحضارتنا هي هوية وحضارة إسلامية مرتبطة بعقيدة إلهية ، وهذا سبب بقائها رغم حالة التدهور التي وصلت إليها ، فتلك الأمة الحضارة تمرض ولكن لا تموت وهذا ما يظهره التاريخ ، أيضا القارئ للتاريخ بتدبر وتفكر ، الناظر في أحوال البلاد الإسلامية بإنصاف يجد أن الأقليات غير المسلمة قد حققت تميز عن الأقليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية ، فما زالت تلك الأقليات باقية حتي يومنا هذا ، حاصلة علي حقوق كاملة ، بل الناظر للتاريخ يجد أن بعضهم قد وصل إلي مناصب كبيرة وخطيرة ، فكان منهم أطباء للخلفاء ومستشارين ووزراء وهذا لا يحدث إلا في دول الإسلام .

مع الهوية الإسلامية : 

يعاني المسلم المعاصر من أزمة هوية و انتماء بينة واضحة ، فهناك تشتت بين انتماءه لغرفه و قوميته  أو جنسيته أو انتماءه لدينه ، رغم أنه علي الحقيقة لا ينبغي أن يكون هناك تنازع بين تلك الانتماءات  ولكن الغرب اثار تلك النعرات من قومية عربية وقومية طور دانية وقومية أمازيغية وبربرية ومصرية ليجعل المسلم في حال من الشتات ، فهو لا يدري إلي أيهم ينتمي ...

انا مصري عربي مسلم ...أنا سعودي عربي مسلم ...أنا تركي   مسلم ...أنا عراقي كردي مسلم ... أنا مغربي أمازيغي مسلم ، لا تعارض أنا في كل تلك الأحوال مسلم و هويتى إسلامية وانتمائي للإسلام ، ولكن الغرب اثار مفاهيم خاطئة للإنتماء فجعل الناس ينظرون إلي تلك الهويات علي أنها متضاربة متعارضة ، ولكن الإسلام له مفهوم مختلف ...نعم انا مصري من أصل عربي ومسلم فلا تعارض بين مصريتي و عروبتي وإسلامي لأن انتمائي للإسلام وهو هويتي فالمسلم في أقصي الغرب أو أقصي الشرق اخي تربطنا عقيدة واحدة ومفاهيم متقاربة ليست متضاربة ، نتجاور أنا  والمسيحي وغير العربي ولكل حق الجوار وحق حسن المعاملة فإن كان مسيحي فله حق الجوار وما فرضه الله ورسوله له من حسن المعاملة وعدم إضاعة الحقوق وأما إن كان مسلم غير عربي فله حق الإسلام وحق الجوار وما فرضه الله ورسوله له من حقوق ...

لا تعارض بين تلك الهويات ولكن هي تعطي تميز للمجتمع المسلم إذ أن الجميع ينصهر في بوتقة الإسلام فتتم الإفادة من الثقافات المتعددة والأفكار والتجارب الخاصة بكل شعب وجنس وعرق ...

وما زال الحديث مستمرا

إرسال تعليق

0 تعليقات