الحج إلي أمريكا
الإله الغربي
الحلقة الثانية
التغريب والعولمة
أسعد الله حياتكم ورزقكم كل خير وصرف عنكم كل شر
استئناف الحديث عن التغريب
*التغريب و الاستعمار : إن حركة الغزو الفكري ( التغريب ) قد ارتبطت بالاستعمار ارتباطا عضويا وهي حلقة من مخطط واسع في توطيد الاستعمار ودعمه ، قوامها عمل استعماري فكري بعيد المدي ، قصد به القضاء علي معالم شخصية هذه الأمة ، وتحويلها إلي صورة غربية الملامح ، لتخليصها من القيم والمثل والتراث الذي يتصل بها مما كان عاملا علي تكوينها خلال الأجيال الطويلة ، فقد كان الاستعماريون يفهمون أنهم بعد أن سيطروا علي العالم الإسلامي بجيوشهم وقواهم العسكرية ونفوذهم السياسي لا بد يوما أن ينسحبوا ، فكان لا بد من وضع مخطط دقيق لإبقاء نفوذهم في المناطق التي احتلوها ، وكان لا بد له أن يبقي الاستعمار حتي تتكون له طلائع تخلفه من أهل الأقطار نفسها ، يؤمنون بفكره ويسيرون في اتجاهه، ويخدمون مصالحه ، وتكون امانتهم له اكثر من امانتهم لأوطانهم .
إذن التغريب هو أحد الأسس التى وضعها الاستعمار ليستطيع التحكم في الأمة من خلال أبناؤها الذين تم غسيل عقولهم ومحو أسس العقيدة من قلوبهم .
* التغريب والاستشراق :
مؤسسة الاستشراق هي المصنع الذي يمد حركتي التغريب والتبشير بالمادة الخام التي تذيعها عن طريق الكتب والصحافة ومعاهد التعليم .
فقد بحث المستشرقون في كل علوم الأمة الإسلامية ، واعادوا بعث العقائد الخربة والمذاهب الهدامة ، وقاموا بتشويه التاريخ الإسلامي ونشر الخلاف بين المسلمين ، ليشتتوهم وليصنعوا من الأخوة أعداء.
* وقد استهدف الاستشراق و التغريب و التبشير أسسا واضحة اجتمعوا عليها وهي :
اولا : تشويه الثقافة الإسلامية والتراث العربي والإسلامي
ثانيا : إفساد الخصائص المعنوية في البلاد العربية والإسلامية
ثالثا : خلق تخاذل روحي وإشاعة الشعور بالنقص بين المسلمين .
رابعا: تزييف التاريخ الوطني الإسلامي والعربي ، والطعن علي العرب والإسلام
خامسا : إخضاع العالم الإسلامي والأمة العربية للاستعمار الغربي
سادسا : إعداد شخصيات عربية تستسلم ولا تقاوم النفوذ الأجنبي .
هذه أهدافهم واضحة وقد سعوا سعيا حثيثا لتكون واقعا وقد نجحوا إلي حد كبير ولكن الله سبحانه قد تكفل بحفظ هذا الدين ، فكما ورد في الحديث أن الله يبعث علي رأس كل مائة عام من يجدد للأمة دينها ، فالأمة تستمد حياتها من هذا الدين فلن يحدث أبدا أن تموت هذه الأمة .
* وقد استخدم الغربيون وسائل في نشر التغريب وقد قامت علي قاعدتين أساسيتين:
القاعدة الأولي : اتخاذ الأولياء والأصدقاء من المسلمين وتمكينهم من السلطة واستبعاد الخصوم الذين يعارضون مشاريعهم ، ووضع العراقيل في طريقهم ، وصد الناس عنهم بمختلف السبل .
القاعدة الثانية : التسلط علي برامج التعليم وأجهزة الإعلام والثقافة عن طريق من نصبوه من الأولياء ، وتوجيه هذه البرامج بما يخدم أهدافهم ويدعم صداقتهم .
فعن طريق هذه الوسائل تمكن الغرب من نشر فكره ومذاهبه فتغلغلت في قلوب الناس وأصبح هناك مستغربين أكثر من الغربيين أنفسهم وتم صبغ المجتمعات بصبغة الغرب ، وصدق فيهم قول النبي عليه الصلاة والسلام (لتتبعن سنن الذين من قبلكم حتي إذا دخلوا جحر ضب دخلتم خلفهم)
فتم محو شخصية المجتمعات المسلمة وتمييع هويتهم .
ومازال للحديث بقية بإذن الله ...
0 تعليقات