شريف شحاته ساذج مصر

 



قصة قصيرة 

ساذج 

بقلم شريف شحاته 

30 أبريل 2024

ساذج ضعيف هكذا كانوا يتهكمون علي 

اصدقائي ومعارفي لأنني أكثرهم شاعرية 

وحساسية ورقة وبينما أجلس في قطار الغرب

السريع لزيارة أحد أقاربي بمدينة كان قمت

بإعادة قراءة رواية سيدتي الجميلة لبرنارد

شو وتأثرت بها كثيرا حتي رأيت إمرأة تنظر

لي بدهشة ثم قالت هل تحب شو قلت لها نعم

هو المفضل لدي ومحفوظ وتولستوي تنهدت

وأضافت نعم وخاصة رواية أنا كارنينا وإن 

كنت قرأتها مرة واحدة ولا احب قرائتها مرة 

أخري لأنها تمثل لي ذكري سيئة لم أشأ الضغط

عليها لكي تبوح لي حتي قررت هي ذلك تنهدت

وقالت لي تزوجت في سن صغيرة من رجل 

في الحقل الدبلوماسي يكبرني كثيرا وكان 

دائم السفر والعمل حتي احببت شابا رائعا 

يعمل في تجارة الملابس وكانت قصة حب

قوية جعلتني أنفصل عن زوجي وبدأنا الإعداد

للزواج ولكنه توفي في حادث سير منذ عشر

سنوات ومنذ ذلك الحين وانا أعيش علي ذكراه

وقلبي يقطر دما فما شعرت إلا والدموع تسيل

مني والمشاعر تجرفني وللحق فهي كانت 

جميلة وفي العقد الرابع وأنيقة سألتها وهل 

انجبت من زوجك السابق قالت لا وأعيش 

مع امي المريضة قلت لها كيف ذلك وأنت مازلت

جذابة وجميلة وامرأة كاملة قالت لا أستطيع 

لا أستطيع يالك من إمراة نادرة قليل من 

يتمتع بالوفاء والإحساس الرقيق مثلك انت 

أسطورة يا هانم هكذا قلت لها وبدأت مشاعري

تتحرك نحوها وقلبي ينبض بشدة حتي صاح

مراقب القطار مدينة كان الآن قالت لي عن

إذنك هذه محطتي فرحت وقلت لها وانا أيضا 

ولكنها بدت غير سعيدة وبالفعل نزلت معها من

القطار فوجدتها تعدو مسرعة وتلقف شابا صغيرا

بالعناق والقبلات وهو يقول لها أحبك أحبك 

إشتقت لك بشدة وهي تردد وأنا أيضا يا حبيبي

وراحا في قبلة طويلة حارة ثم إستدارت إلي

دون أن يلحظ وغمزت لي بعينها وارسلت لي 

قبلة هوائية مع ضحكة ساخرة حادة تسمرت

مكاني وامسكت رأسي أثر المفاجأة وأكاد 

أموت من الخجل كيف لإمراة لعوب مثلها تلعب

بي وبمشاعري كيف لإمرأة سافلة تسخر مني

من اجل مرور الوقت في السفر بقصة خيالية

كانت تريد التسلية بمشاعري وأحاسيسي 

ثم أمسكت برأسي مرة أخري وأنا أفكر كيف

كنت أبكي من التأثر والإنفعال وهي تسرد لي 

لابد أنها كانت تضحك كثيرا داخلها وتنبهت 

علي مشهد قطة تتمسح بقط جانبي فركلتها 

بقدمي حتي طارت صارخة تجمع الناس حولي

بالمحطة يريدون الشجار معي شفقة علي القطة

حتي انقذني شرطي المحطة وأمسك بي ثم 

أمرني أن اذهب معه إلي المخفر قلت له أسف

لم اكن أقصد نظر لي بشفقة وقال لا تخشي 

شيئا سنقوم بعرضك علي طبيب نفسي فأنت 

بحاجة للعلاج طأطأت رأسي قائلا نعم حقا 

أنا مريض نفسي أنا ساذج ومغفل واحمق 

بل زد علي ذلك أنا يا سيدي أعاني البلاهة 

         شريف شحاته

إرسال تعليق

0 تعليقات