على دكة الإحتياطي
إن مشكلة البطالة التي تؤرّق معظم الشعوب و خاصة الشعب المصري
تجعل من الشباب طاقة معطّلة و مؤجّلة بعد أن كانوا يأملون بغد
أفضل و مستقبل سعيد و لكنهم ينتظرون - على دكة الإحتياطي-
كانوا يريدون أن يحصلوا على وظيفة مرموقة بعد التعب
و الجهد و المال والعمر الذي إنقضى في تحصيل العلم
لكنهم لم يحصلوا على شيء سوى رنين العملة
هذا بالطبع ليس تقليلا من قدر التعليم الجامعي - لا سمح الله-
و لكن لأننا في بلد نامي و لم يأخذ التعليم حقه بعد و لا قدره
حتى أن الطالب الجامعي ليس عنده الثقافة الكافية و لا المعلومات
التي تؤهله لخوض غمار الحياة فما يحصل عليه مجرد
( حشوا للمخ من معلومات غير مجدية) لذلك نجد فجوة كبيرة
بين ما يتعلمه و ما يعمل به هذا إذا حصل أساسا على وظيفة
و المواد التي يدرسها قد لا تكون على هواه و رغبته و إرادته
فالمجموع هو الفيصل في هذا الأمر هو الذي يحرّك الطالب للجهة التي
قد لا تكون في الحسبان و بعد الجهد و التعب يجد نفسه بمكان لا يريده
و بالطبع لا ينتج فيه و لا يبدع فالإنسان يبدع في مجال يحبه و يريده
وقتها سيتفانى في بذل المزيد و المزيد من الجهد و سيعطي بلا حدود
و قد يضيع العمر هباءا في تحصيل بعض العلوم التي لن يستخدمها الطالب في حياته
العملية لأنه قد يعمل بالأعمال الحرة التي يعمل بها غير المتعلمين
و هذا ليس تقليلا من شأن الأعمال الحرة و أيضا ليس إزدراءا لغير المتعلمين
و لكن لنحدّد أهدافنا فمن يريد أن يعمل بمهنة معينة ليهتم بها منذ الصغر
لا أن يبدأ بممارستها على كبر فلا يستطيع أن يصل لأسرارها و لا يتقنها
حق الإتقان فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر و التعليم في الكبر كالنقش على الماء
و لنقف مع أنفسنا للحظة نحاسبها و نخطّط لمستقبلنا بعيدا عن المظاهر الخادعة و الألقاب المزيفة
فلا يكفي أن يقال عن الإنسان أنه جامعيّ و لكن لابد أن يكون على قدر من التعليم و الثقافة
ليتحمّل المسئولية عندما يوضع فيها و ذلك بحلقة وصل بين جميع جهات الدولة و تصحيح منظومة التعليم
و المناهج الدراسية بجعل التعليم يفيد الحياة العملية بأقصى درجة و ليس فقط مجرد شعارات
و أن تكون الأقسام التي يدرسها الطالب تتوافق و هوايته و رغباته لا
بالمجموع الذي يضيّع الكثير من المواهب في طياته و جبروته
وقتها لن يكون الشباب مجرد طاقة معطّلة و لن يجلس أحدهم على دكة الإحتياطي.
0 تعليقات