احلام شحاتة علي دكة الإحتياطي

 

على دكة الإحتياطي



إن مشكلة البطالة التي تؤرّق معظم الشعوب و خاصة الشعب المصري


تجعل من الشباب  طاقة معطّلة و مؤجّلة  بعد أن كانوا يأملون بغد


أفضل و مستقبل سعيد و لكنهم ينتظرون - على دكة الإحتياطي-


كانوا يريدون أن يحصلوا على وظيفة  مرموقة بعد التعب


و الجهد و المال والعمر الذي إنقضى في تحصيل العلم


لكنهم لم يحصلوا على شيء سوى رنين العملة  


هذا بالطبع ليس تقليلا من قدر التعليم الجامعي - لا سمح الله-


و لكن لأننا  في بلد نامي و لم يأخذ التعليم حقه بعد و لا قدره


حتى أن الطالب الجامعي  ليس عنده الثقافة الكافية و لا المعلومات


التي تؤهله لخوض غمار الحياة  فما يحصل عليه مجرد


( حشوا للمخ من معلومات غير مجدية) لذلك نجد فجوة كبيرة


بين ما يتعلمه و ما يعمل به  هذا إذا حصل أساسا على وظيفة


و  المواد التي يدرسها قد لا تكون على هواه و رغبته و إرادته


فالمجموع هو الفيصل في هذا الأمر هو الذي يحرّك الطالب للجهة التي


قد لا  تكون في الحسبان و بعد الجهد و التعب يجد نفسه بمكان لا يريده


و بالطبع لا ينتج فيه و لا يبدع فالإنسان يبدع في مجال يحبه و يريده


وقتها سيتفانى في بذل المزيد و المزيد من الجهد و  سيعطي بلا حدود


و قد يضيع العمر هباءا في تحصيل بعض العلوم التي لن يستخدمها الطالب في حياته


العملية لأنه قد يعمل بالأعمال الحرة التي  يعمل بها غير المتعلمين


و هذا ليس تقليلا من شأن الأعمال الحرة و أيضا ليس إزدراءا لغير المتعلمين


و لكن لنحدّد أهدافنا فمن يريد أن يعمل بمهنة معينة ليهتم بها منذ الصغر


لا أن يبدأ بممارستها على كبر فلا يستطيع أن يصل لأسرارها و لا يتقنها


حق الإتقان فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر و التعليم في الكبر كالنقش على الماء


و لنقف مع أنفسنا للحظة نحاسبها و نخطّط لمستقبلنا بعيدا عن المظاهر الخادعة و الألقاب المزيفة


فلا يكفي أن يقال عن الإنسان أنه جامعيّ  و لكن لابد أن يكون على قدر من التعليم و الثقافة


ليتحمّل المسئولية عندما يوضع فيها و ذلك بحلقة وصل بين جميع جهات الدولة و تصحيح منظومة التعليم


و المناهج الدراسية بجعل التعليم يفيد الحياة العملية بأقصى  درجة و ليس فقط مجرد شعارات


و أن تكون الأقسام التي يدرسها الطالب تتوافق و هوايته و رغباته لا 


بالمجموع الذي يضيّع الكثير من المواهب في طياته و جبروته


وقتها لن يكون الشباب مجرد طاقة معطّلة و لن يجلس أحدهم على دكة الإحتياطي. 


  أحلام شحاتة أبو يونس

إرسال تعليق

0 تعليقات