حكايات كحيان بن عدمان (5)
بقلم : محمد فتحى شعبان
كان ياما كان
كانت جدتي هانم ...اسمها هانم لكننا كنا نناديها باسم رزة ، مشتقة من الأرز ..كانت صغيرة الحجم ، قصيرة و نحيفة و مخيفة ..مثل فيلم محمد هنيدي تيتة رهيبة ، كانت صعبة المراس ، صلبة مثل الجبل الذي تسكنه ، نعم كانت تسكن في بلدة قريبة من بلدنا ، تسكن كهف في جبل في ظهر قرية للصيادين .
أعمامي و أبناؤهم وأبناء عماتي كان الجميع يعملون في الصيد ، لم يخرج من تلك المهنة غير ابي فقد كان يعمل صانع أحذية أو كما نقول ( كنترجي ) ، كان للقرية مرسى صغير ترسو فيه قوارب الصيادين .
نجتمع عند جدتي كل جمعة العائلة كلها ، توضع الطبلية في أرض فضاء أمام كهفها وتضع الطعام وتبدأ المعركة ، كنا كثيرين رجال وأطفال ونساء وشباب وفتيات ، مرت السنوات وتفرق الجميع ، مات من مات وسافر من سافر و صارت مجرد ذكريات .
كانت ريزة تأتيني دوما في احلامي ،هذا الأمر مثير رغم اني كنت أراها دوما عارية لكن لم استطيع لمسها ، في كل مرة اقترب منها أكاد المس جسدها لكن يوقظني أحد ما ، أستيقظ و ألعن الجميع ، لعل ريزة هي نجاة التي رأيتها عارية وانا صغير او ذلك الحلم أن أري ما تحت الملابس الداخلية للنساء ، لم تكن النساء عالم مجهول تماما لي ولكن كنت في بداية استكشاف هذا العالم .
كنت اخاف دوما من الحاجة دقدوقة ، واخاف من الجن الذي يخاويها وهذا السواد الذي تلبسه ، قابلتها وجها لوجه أمام بيتها ، نادت باسمي ...وقفت أمامها مدت يدها إلي صافحتها لكنها أمسكت بيدي ، اقشعر جسدي وشعرت بالخوف يسري في داخلي لكنها تبسمت
( متخفش هو أنا هعضك )
تبسمت أنا بدوري لكن لم اتكلم ، طلبت مني احضار بعض الاشياء لها وأنها ستنتظر أمام بيتها ، أحضرت لها ما طلبت ولم اجدها أمام البيت ، طرقت الباب ...جاء صوتها من الداخل
( ادخل أنا سايبة الباب مفتوح )
...خطوت إلي الداخل كان قلبي يرتعش ...
0 تعليقات