السيناريست محمد الخميسي قلم ينسج الواقع بروح الدراما

بقلم رابح زهران 🇪🇬

في المشهد الثقافي والفني العربي، يبرز اسم محمد الخميسي كأحد المبدعين الذين لم يكتفوا بمسار واحد، بل زاوجوا بين عمق الكلمة ودقة الصورة. هو الكاتب والسيناريست الذي استطاع أن يطوع خبرته الطويلة خلف الكاميرا كمدير تصوير، ليحولها إلى نصوص درامية تنبض بالحياة والواقعية.

المحطات المهنية: من العين إلى القلم

بدأ الخميسي مسيرته الفنية من خلال "عدسة الكاميرا"، حيث صقل رؤيته البصرية في وقت مبكر.

البدايات: ظهر ذلك بوضوح في فيلم "85 جنايات" (1993) الذي عمل فيه كمساعد مصور.

الاحتراف: وصل إلى مرحلة مدير تصوير محترف في أعمال مثل فيلم "زي الهوا" (2006)، حيث برزت قدرته على إبراز جماليات المشاهد الرومانسية والدرامية.

الأثر: هذه الخلفية البصرية جعلت كتاباته اللاحقة تتميز بـ "الصورة السينمائية" حتى وهي لا تزال حبراً على ورق.

أبرز الأعمال الدرامية والسينمائية

تنوعت إسهامات محمد الخميسي في التأليف والسيناريو لتشمل مختلف الألوان الدرامية:

1. الدراما الاجتماعية والتشويق

مسلسل "خط ساخن" (2018): يُعد من أقوى أعماله، حيث غاص في قضايا شائكة مثل الانتحار وتجارة الأعضاء، بمشاركة نجوم مثل حسين فهمي وسلاف فواخرجي.

مسلسل "طيارة ورق" (2008): قدم من خلاله قضايا اجتماعية بأسلوب هادئ يركز على تفاصيل العلاقات الإنسانية.

2. السينما وتجارب الرعب

فيلم "كامب" (2008): سجل حضوراً لافتاً في سينما الرعب المصرية، مقدماً تجربة مغايرة استهدفت فئة الشباب بجرأة واضحة في الحوار والسيناريو.

3. الكوميديا واللايت دراما

مسلسل "واكلينها والعة - سبع صنايع" (2017): أثبت مرونته في الكتابة الكوميدية (SITCOM) عبر حلقات منفصلة متصلة استضافت نخبة من النجوم.

البصمة الفنية والإعلامية

إلى جانب السيناريو والتصوير، يمتلك الخميسي حضوراً إعلامياً وازناً تجلى في:

الأعمال الوثائقية: إشرافه على تصوير وإخراج وثائقيات وحملات إعلانية ضخمة تتطلب دقة تقنية عالية.

التوثيق الثقافي: من خلال برامج مثل "وينك؟"، وظف مهاراته كحكّاء وسيناريست في استنطاق ذاكرة المبدعين العرب، محولاً الحوار التلفزيوني إلى رحلة درامية توثق تاريخ الفن والأدب.

الخلاصة: إن تجربة محمد الخميسي هي نموذج للمبدع الشامل؛ فهو السيناريست الذي يرى النص بعين المصور، والمصور الذي يقرأ المشهد بعقل الكاتب.