رواية الكافر للروائي العالمي محي الدين محمود حافظ
العزة بالإثم
إن ربط الإنسان بالزمكنة هو محاولة اغتيال التعالي الذي يوسم به ابن آدم عبر التاريخ تلك الصورة التي يريد تقديمها الروائي وطرحه لسرد تاريخي مرتكزا على النص القرآني وما يحمله من قصص الأنبياء ولكن محاولاته كانت بهدف تصوير المشهد التاريخي بلغة بسيطة وأدوات فكرية وموضوعية تقرب الفهم ومحاصرة الفكر الضيق الذي يحاول أن برغم العقل على نمط مغلق من التفكير لا يتيح له حرية طرح التصورات في جو من إشكاليات تفرضها الواقعية وما نتج. عن التطورات المعرفية من تجديد عقلي مبني على منهج الشك الوظيفي وأساليب الرؤية الحدثية التي تستقطب التحولات التاريخية التي عرفها الإنسان وهو يخلص من الميتيولوجيا والاسطورة إلى عالم الميطولوجي (المنهجي )
كان موت سيدنا موسى بداية لضلالة أصابت القوم وأضاعوا سر وجودهم وهو التابوت الذي ضم تراثهم الديني لم تنته ضياعهم بمجيء طالوت ولقد إعترضوا عليه فقط لأنهم يحملون معايير المال فلم يكن غنيا لكن الله فضله بالعلم والقوة آيته كانت إحضار التابوت وهي معجزة من الله وكان النصر حليفهم بفضل داوود وتستمر الرواية التي لا تهدف إلى كتابة أو تدوين الأحداث كما تبدو ولكنها رسائل مشفرة تقرر قراءة الآخر من خلال تاريخه وان الذي سلخ عن أصل ركب المستحيل لتحقيق نصرا يبدوا له كونيا وهي قراءة مغلفة بروح شريرة تؤسس لصراع تاريخي بين الأنا والآخر ويستمر الصراع بين الخير والشر في رواية تطرح أفاق جديدة للعقل لصياغة قوالب التمييز بين البشر والخير في ظل حداثة تسطح القيم والشيم التي كانت تربط الإنسانية واليوم ما يلاحظ هو سيادة العزة بالإثم والتفاخر بالأذى الذي يلحق بشعب ما في ظل الصمت والرضى التام لما يمس الإنسانية من جور وظلم بتخطيط الصمت والقبول وسيادة قانون الغاب ....
بقلمي : البشير سلطاني
0 تعليقات