الدور الخفي للأسرة في صناعة أو إعاقة بطل رياضى
كتب ايهاب ثروت 🇪🇬
تلعب الأسرة دور رئيسى في الرياضة وخصوصا في المراحل العمرية الصغيرة لا يتشكل اللاعب داخل الملعب فقط بل يتكون أساسه الحقيقي داخل البيت الأسرة تمثل البيئة النفسية الأولى التي يتعلم فيها الطفل كيف يواجه الضغط وكيف يتعامل مع الخطأ وكيف يبني ثقته بنفسه لكن دون وعي قد تتحول بعض الممارسات الأسرية إلى عوائق حقيقية تعرقل التطور الفني والنفسي للاعب مهما بلغت موهبته البدنية
_ اختزال التقييم في الفوز والخسارة
بعض الأسر تربط قيمة اللاعب بعدد الميداليات أو نتيجة كل مباراة و هذا الأسلوب يرفع مستوى القلق التنافسي ويقلل من الدافعية الداخلية اللاعب يصبح مهووسا بعدم الخطأ بدلا من التعلم ومع الوقت يتراجع تطوره التكتيكي وقدرته على الإبداع داخل النزال
_ التوجيه اللحظي من خارج الملعب
الصراخ بالتعليمات أثناء المباريات أو التدخل في قرارات اللعب يؤدي ذلك إلى تشويش الانتباه وإضعاف سرعة اتخاذ القرار اللاعب يفقد الثقة في إحساسه الزمني والمسافي ويصبح تابعا للأوامر لا قائدا للموقف القتالي
_ المقارنات المستمرة مع زملائه
سواء في الأداء الرياضي أو التحصيل الدراسي أو حتى الشكل الجسدى و هذه المقارنة تولد شعورا دائما بالنقص وتضعف مفهوم الذات كثير من هؤلاء اللاعبين يظهرون لاحقا بسمات نفسية مثل التردد والخوف من التقييم والعقاب
_ تضخيم فكرة البطولة والاحتراف المبكر و الحديث عن المنتخب والشهرة والسفر في أعمار صغيرة يرفع سقف التوقعات بشكل غير واقعي وعند أول فشل أو إصابة يفقد اللاعب دافعه ويشعر بالإحباط لأن الهدف أصبح أكبر من قدرته النمائية الحالية
_ إهمال نمط الحياة الداعم للأداء
كنوم غير منتظم و تغذية ضعيفة و غياب فترات الاستشفاء يؤثر مباشرة على النمو البدني والهرموني ويزيد من معدلات الإجهاد والإصابات مما يحد من الاستفادة القصوى من التدريب
_ النقد القاسى دون إرشاد و توجية اللوم دون شرح أو تصحيح يضعف الأمان النفسي ويجعل اللاعب يربط الرياضة بالشعور بالذنب لا بالتطور في مرحلة المراهقة تحديدا تقل قدرته على التحمل العاطفي ويزداد احتمال الانسحاب
_ التشكيك المستمر في المدرب والمنظومة التدريبية و نقل الشكوك إلى الطفل أو التقليل من قيمة البرنامج التدريبي يخلق صراعا داخليا لدى اللاعب ويفقده الاستقرار الذهني الانقسام بين البيت والأكاديمية من أخطر العوامل المعطلة للتقدم الفني
خلاصة علمية
الأسرة في الرياضة ليست جمهورا على المدرجات فقط بل شريك أساسي في العملية التربوية الرياضية الدعم الحقيقي لا يعني الضغط والتشجيع لا يعني التدخل عندما تتكامل رؤية المدرب مع وعي الأسرة ننجح في بناء لاعب متوازن قوي بدنيا ثابت نفسيا وواع أخلاقيا وعلميا إن تكوين بطل حقيقي هو مسار طويل مليء بالتحديات والانكسارات ولا ينجح فيه إلا طفل يشعر بالأمان في بيته قبل أن يطلب الثقة فى الملعب فالكلمة قد تصنع إنسانا وقد تهدم حلما والاختيار دائما في يد الكبار

0 تعليقات