The house that smiles from the outside and screams from the inside

 

البيت الذي يبتسم من الخارج ويصرخ من الداخل




الصحفية  نهي احمد مصطفى  🇪🇬


تخيل أن تدخل بيتًا يبدو مثاليًا من الخارج ستائر مرتبة أرضية نظيفة أطفال يضحكون ووجوه مبتسمة الآن أغلق عينيك للحظة وتخيل الحقيقة خلف هذه الابتسامات الصدمة هنا أن ما يراه الناس مجرد واجهة بينما الحقيقة مظلمة مخيفة قاتلة للصمت النفسي.


هناك أطفال يكبرون وهم يشعرون أنهم غير مرغوب فيهم يسمعون صرخات مكتومة بين جدران البيت، ويشاهدون خيبات أمل الآباء تتحول إلى ضرب وإهانة. هناك أم تصرخ بصمت داخل نفسها لأنها لم تعد قادرة على تحمل الخيانة العاطفية أو التجاهل المستمر من شريكها وهناك شباب يكبرون بعقدة نقص تدمر ثقتهم بأنفسهم، لأنهم اعتادوا أن يكونوا آخر الأولويات وكأن وجودهم عبء على من حولهم.


الصدمة الحقيقية ليست في الضرب أو الصراخ فقط، بل في الإهمال النفسي والخيانة العاطفية المستترة. عندما تتجاهلك العائلة، عندما تُقارن بالآخرين، عندما يُقال لك اصمت أو هذا طبيعي فأنت لا تتلقى تعليمًا، أنت تُبرمج على الخوف وتُعلّم أن الصمت واجب وأن المعاناة هي حياتك الطبيعية.


والمجتمع؟ المجتمع يحب أن يرى صورة مثالية. لا يريد أن يسمع صرخات الأطفال خلف الأبواب، ولا يريد أن يعرف أن الزوجة تبكي وحدها ليلاً، أو أن الشاب يهرب من المنزل ليجد مكانًا يليق به. الصمت يصبح قاعدة، والعنف النفسي عادة، والعالم يمر كما لو أن كل شيء طبيعي.


والأكثر صدمة؟ كثير من الضحايا يعتقدون أن هم السبب في معاناتهم، يلومون أنفسهم على صمتهم، على خوفهم، على ضعفهم في طلب المساعدة، بينما الحقيقة هي أن المجتمع والأسرية الصامتة أعطتهم دروسًا قاسية في الألم منذ اللحظة الأولى.


إذا كنت تعتقد أن هذه القصة بعيدة عنك، فكر مرة أخرى. قد يكون الجار الذي تراها عائلته سعيدة، يخفي في البيت صراخًا مكتومًا. قد يكون صديقك يبتسم لك، بينما قلبه محطم. وقد يكون بيتك نفسه مليئًا بالصمت الذي يقتل الروح تدريجيًا.


الصمت ليس أمانًا، والابتسامة ليست حماية.

العنف النفسي موجود والخيانة العاطفية موجودة، والتجاهل قاتل.

والوقت الوحيد الذي ستوقف فيه هذه الدورة المظلمة هو عندما تقول بصوت عالٍ

لن أتحمل الظلم بصمت بعد الآن

إرسال تعليق

0 تعليقات