البطالة وأضرارها على المجتمع
الشاعره والأديبه الجزائريه عقيله بلقاسم بعبوش 🇩🇿
تعتبر البطالة ظاهرة إقتصادية انتشرت بشكل واضح، مع إزدهار الصناعة، إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية طبقا لمنظمة العمل الدولية، فإن العاطل هو كل شخص قادر على العمل، وراغب فيه، ويبحث عنه دون ان يتوفق في ذلك، ومن خلال هذا التعريف يتّضح أنه ليس كل من لا يعمل هو عاطل، فالتلاميذ، والمعاقين، والمسنين، والمتقاعدين، ومن فقد الأمل في العثور على عمل، وأصحاب العمل المؤقت، ومن هم في غنى عن العمل لا يعتبرون عاطلين عن العمل، ويسمى من يعاني منها عاطلا في المشرق، وبطالا في المغرب، وتعرف البطالة أيضا بأنها التوقف الإجباري لجزء من القوة العاملة برغم قدرة، ورغبة هذه القوة العاملة في العمل والإنتاج، والقوه العاملة تعني جميع السكان القادرين والراغبين في العمل بدون احتساب الاطفال دون الخامسة عشر، الطلاب، كبار السن، العاجزين، وربات البيوت.
معدل البطالة: هو نسبة الافراد العاطلين إلى القوة العاملة الكلّية، وهو معدل يصعب حسابه بدقة، وتختلف نسبة العاطلين حسب الوسط (الحضري أو القروي) وحسب الجنس والسن، ونوع التعليم، والمستوى الدراسي، ويمكن حسابها كمايلي:
معدل البطالة =(عدد العاطلين مقسوما بعدد القوة العاملة ) مضروبا بمائة
معدل مشاركة القوة العاملة:(القوة العاملة مقسوما على النسبة الفاعلة ) مضروبا بمائة
أنواع البطالة:
*البطالة الدورية (البنيوية) والناتجة عن دورية النظام الرأس مالي المنتقلة دوما بين الإنتعاش والتوسع الإقتصادي، وبين الإنكماش والازمة الإقتصادية التي ينتج عنها وقف التوظيف، والتنفيس عن الأزمة، وبتسريح العمال
*البطالة المرتبطة بهيكلية الإقتصاد: وهي ناتجة عن تغيير في هيكل الطلب على المنتجات أو التقدم التكنلوجي، أو إنتقال الصناعات إلى بلدان أخرى بحثا عن شروط إشتغال أفضل، ومن أجل ربح أعلى
*البطالة المقنعة: وهي تتمثل بحالة من يؤدي عملا ثانويا لا يوفر له كفايته من سبل العيش، أو إن بضعة افراد يعملون سوية في عمل يمكن أن ينجزه فرد او إثنان
*البطالة الإحتكاكية: وهي عبارة عن التوقف المؤقت عن العمل، وذلك بسبب الإنتقال من وظيفة لأخرى او في سبيل الدراسة
*البطالة السلوكية *وهي البطالة الناجمة عن إحجام، ورفض القوة العاملة عن المشاركة في العملية الإنتاجية، والإنخراط في وظائف معينة بسبب النظرة الإجتماعية لهذه الوظائف
*البطاىة المستوردة: وهي البطالة التي تواجه جزء من القوة العاملة المحلية في قطاع معين بسبب إنفراد، أو إحلال العمالة غير المحلية في هذا القطاع، وقد يواجه الإقتصاد هذا النوع من البطالة في حال إنخفاض الطلب على سلعة معينة مقابل إرتفاع الطلب على سلعة مستوردة
ومن الاضرار التي تسببها البطالة هي تأثيرها بشكل كبير بحيث تؤدي إلى تفكك وانحلال المجتمع وتدهوره من خلال زيادة السلوك الإجرامي، ودفع معظم الشباب لتعاطي المخذرات، وانتشار السرقه، كما تؤدي ايضا في تاخير الزواج بالنسبة للشباب مما يدفعهم لارتكاب المعصيه والرذيله والزنا وهذا ما ينتج عنه ولادة الاطفال الغير شرعيين وما نستنتجه من ذلك ان تاخر الزواج لا يضر الشاب بقدر ما يضر الفتات فعدما يفوتها السن القانوني فهي تكبر وهذا ما يجعلها غير مرغوبه وتصبح عانسا، فيقل عنها الطلب للزواج، فينتشر الفساد الخلقي، واحيانا ما يتخفى الفساد الخلقي وراء مسميات زائفة مثل الزواج العرفي، وهو نوع من انواع الزنا في علاقات بغير بيت، ولا صلة شرعية، ولا مسؤولية زيادة لما ينتجه من نسل، وعمليات الإجهاض، كما تؤدي البطالة ايضا إلى إنتشار الفوضى والقلائل، وما ينجم عن ذلك إنعدام الامن، والإستقرار، والسخط على الدولة، وهذا كلّه قد تستغلّه بعض الجهات التي تقف ضد الدولة، والنظام الحاكم لكي تثير المشاعر، وتحاول جاهدة ان تعبئ نفوس الشباب في اتجاه معارض، زيادة للخسائر التي يتحمّلها الإقتصاد القومي فهي كثيرة، ومتعددة،
يأتي في مقدمتها ما تمثله البطالة من إهدار في قيمة العمل البشري حيث يخسر البلد قيمة الناتج الذي كان من الممكن للعاطل إنتاجه في حالة عدم بطالتهم، واستخدامهم لكاقتهم الإنتاحية، ومن ناحية أخرى يلاحظ ان المدفوعات التحويلية التي تضطر الحكومة منحها للعاطل إما في صورة إعانة للبطالة، أو مساعدات حكومية تؤدي إلى زيادة في عجز الموازنة العامة، وما ينجم عن ذلك من نتائج سلبية.

0 تعليقات