مبروك وصول حفيدة الزعيم الحقاني لاسرة الصادق المهدي السودان 🇸🇩
كتب عبداللطيف الطاهر توركبير 🇸🇩
نقول لأسرة الامام الصادق المهدي ألف مبروك وصول الحفيدة الجديدة ونسأل الله أن يجعلها زخرا للأمة
نقلا من منشورات
الدكتورة مريم الصادق المهدي
سراء تهتدون: المولودة الوالدة
ابنتي والدة اليوم هلت على دنيتي بعد هجرة ابوي الامام الحقاني عليه الرضوان في تهتدون ب 19 يوم. فسماها هو " سراء" اشتقاقا من اسم جدتها كونها اول حفيدة لها. وكرمناها باسم تلك الهجرة المباركة فصار اسم المولودة آنذاك الوالدة اليوم (سراء تهتدون).
انضمت سراء تهتدون إلى معسكرات جيش الامة بالحدود الشرقية لوطننا الحبيب معي في معسكر "نصر الله" وهي لم تكمل العام ونصف.
ظلت معنا هناك في تلك البراري والأحراش؛ نملها العقارب القاتلة، وصراصيرها العناكب الضخمة "الكربات". في ارض المعسكر الجرداء، وعلى الرمال الخشنة والأحجار كانت سراء تهتدون تلاعب الثعابين الغير سامة "البُرُل" وتلعب بها-البُرُل: هم الدبايب/ الثعابين- والتي كان يحتفظ بها عمي آدم سلطان قائد الجيش بقطاع اريتريا؛ رحمه الله وتقبله القبول الحسن- في مخازن جيش الامة لحراسة مؤننا المتواضعة من الفيران بدلا عن القطط التي لم تكن لتتحمل تلك البيئة القاسية المليئة بالهوام السامة. يحفظ لها عمها/ خالها الحبيب طارق قرنق -له السلام والتحيات الزاكيات- صور فوتوغرافية واقاصيص من تلك الفترة الحلوة على شظفها وقساوتها، بحلاوة النفوس وصدق البذل، وجميل المودة بين الاحباب.
عمي حسين سلامة؛ قائد سلاح الادارة، يتابع نمو أسنانها -التي تاخرت كما تأخر الكلام عندها من تعدد اللغات حولها- فعندما يضاحكها وتضحك يقول لها:(وشن الضحكة؛ فد سنينتين فوق وسنة واحدة تحت). ثم بعد حين يقول لها عندما تضحك معه:( وشن الضحكة فد سنينتين فوق، وسنينتين تحت)… وهكذا يواصل معها العد، وتواصل هي الضحك.
ذات يوم في تلك المناطق ذات الطبيعة شديدة القسوة، وبينما كنا في تدريب لضرب النار بمختلف الأسلحة الثقيلة وسط الجبال، كانت سراء تهتدون معنا وهي ابنة عام ونصف، ويحملها عمها/خالها اخي الحبيب محمد مزمل-حفظه الله ورعاه. فنامت على كتفه فوضعها على كابينة القيادة في البوكس الذي كنا نرتكز عليه لضرب تلك الأسلحة. فقال لي وهو ينظر لتلك اليافعة النايمة بأمان وسط صوت المدافع والأسلحة في داخل تلك العربة التي تهتز من ضرب الأسلحة :(والله يا مريوم بتك دي يوم القيامة تشكينا لي الله جنس شكية. وما نعرف نقول شنو). لم اقل شيئاً، فقط ضحكت.
توقفت عن استعمال البامبرز لسراء اضطرارا، وهي في تلك السن. وذلك لحادث تعرضنا له في طريق العودة من أسمرا إلى المناطق المحررة في شرق السودان في الحدود بين اريتريا والسودان حيث كنا نمكث.
بصفتي قائدة السلاح الطبي لجيش الامة كنت اذهب بشكل راتب لاستلام المعينات الطبية والأدوية. في ذلك المشوار المحفوف بالمخاطر الجمة بما فيها احتمال التعرض لكمين، والالغام الأرضية المنتشرة بشكل كثيف والتي يتم تغيير اماكن زرعها بصورة مستمرة؛ كثيرا ما كنت أقود العربة "التاتشر" المقاتلة التي في عهدتي، فقد كنت سائقة من فصيلة سائقي جيش الامة.
تلك الرحلة تحديدا التي اخذت فيها سراء تهتدون معي فانت رحلتي الاولى والأخيرة معها وبعدها تبت توبة نصوحاً من اخذها بصحبتي في ذاك المشوار المليء بالأخطار.
في رحلة العودة نزولا إلى الأراضي المنخفضة حيث الحدود السودانية الإريترية التي تقع داخلها معسكرات جيش الامة؛ كنت بصحبة اخي وصديقي الحبيب بيكو -كما اسميه- ويسميه الكثيرون بكور؛ ابو بكر عبد المجيد الطيب الأمير يعقوب، قائد الاستخبارات بجيش الامة، ولاحقاً قائد فريق حراسة الامام الحقاني. في الطريق وقبل وصولنا إلى مدينة اغوردات حدث لنا حادث تسبب في كسر عمود العربة التي كنا نستقلها؛ عربة بوكس. وانقطعنا تماما عن الاتصال بقيادة الجيش في الأراضي المحررة، وعن رئاسة مكتب الادارة بأسمرا. فمكثنا عدة ايام في اغوردات المدينة المنخفضة الارتفاع الشديدة السخونة. حقيقة ذاك مكان به ارتفاع في درجة الحرارة لدرجة الدهشة؛ يداهمك الإحساس بالشواء، وقبل ان تعي ما يحدث يتحول إلى نوع من السلق من شدة العرق. حتى الان؛ وبعدما يزيد عن ربع قرن من الزمان لا تزال ذكرى تلك "السخانة" التي لم ار لها مثيلا في اي مكان على كثرة وتنوع الأماكن التي كنت فيها وزرتها في هذه الكرة الأرضية؛ ماثلة وشاخصة بوضوح.
بتلقائية ودون كثير تفكير، وبكل جهل واصلت التعامل مع سراء كانها طفلة تعيش في اي مكان. فكنت كنت ألبسها ذلك الاختراع المدعو "البامبر". ولكن؛ بنهاية اليوم الاول فزعت من الانسلاخ الذي حدث لها في اسفل ظهرها ووركيها… يا للهول. انسلاخ كما يحدث في الحروق. سامحني الله.
المهم، ودون خوض في تفاصيل مؤلمة وذكريات مزعجة.. قطعت العلاقة ما بين سراء تهتدون وذلك الاختراع المدعو البامبرز تماما، وتعلمت درسا قاسيا باشد الطرق هولا: اني لست في وضع عادي ولا حياة عادية وهذا ليس مكان ملائم لطفلة صغيرة لتعيش فيه مع والدة ضابطة عسكرية مقاتلة.
وبدأ التفكير في ايجاد مكان آخر لتكون فيه. فأخذتها إلى اسمرا فترة من الزمن. وكذلك فشلت الفكرة لاسباب عدة قد اكتب عنها في وقت ما. فأرسلتها بصحبة جدها والدي الحقاني عليه الرضوان لامها رباح -حفظها الله وأرضاها- التي كانت تدير مكتب والدنا العظيم ومسكنه وكافة تفاصيل حياته في ارض الكنانة بالقاهرة، ومعها ابنتنا أمان التي تصغر سراء تهتدون ب15 شهرا فزدتها حملا على أحمال وعبئا على أعباء. وذلك فاصل آخر. كما ان ما مرت به سراء تهتدون في تلك الفترة وما كابدته وما عانيته مما مرت به له بعد تفاصيل كثيرة وعديدة، على اختلافها تجتمع في انها تجارب جمعت بين ام وابنتها في ظروف غير تقليدية.
حمدا لله على سلامة سراء تهتدون الوالدة، التي مرت بالكثير وهي مولودة. ادعو الله ان يكتب لمولودتها -حفيدتي- كل خير. ويجعلها من بنات الامة العالمات العاملات، وبنات الوطن النجيبات المعطاءات، ومن بنات كياننا المجاهدات الباذلات. وان يقر أعين أبويها وأسرتيها وكل اهلها بصالح فعلها وبرها.
والصلاة والسلام على رسولنا الامين وآله الاكرمين وصحبه الغر الميامين.
والحمد لله رب العالمين
0 تعليقات